قبل أن نتحدث عن تاريخ العجلات، سنبحث في أصل الكلمة. وفقاً لقاموس أصول الكلمات (Etymology Dictionary) على الإنترنت، فإن كلمة إطار (tire) (بالإنجليزية الأمريكية) هي اختصار لكلمة (attire) التي تعني "اللباس"، حيث أن الإطار يحيط بالعجلة ويغطيها مثل اللباس. أما في الإنجليزية البريطانية، فتتم تهجئة كلمة إطار على الشكل التالي: (tyre)، مما لا يترك مجالاً للتساؤلات التي قد تثيرها التهجئة الأمريكية للكلمة!

اخترع الإنسان العجلة في العصر البرونزي في عام 3500 قبل الميلاد. وكانت العجلة وقتها عبارة عن قطعة منحنية من الخشب ومن ثم تمت إحاطتها بالجلد لتسهيل حركتها ثم تم استبدال الجلد بالمطاط. وكانت الإطارات تُصنع من المطاط الصلب غير المملوء بالهواء والذي لا يتيح للسيارات السير بسرعات كبيرة.

وفي عام 1888، اخترع كارل بنز أول سيارة تعمل بالبنزين، حيث تم تجهيزها بإطارات معدنية مغطاة بالمطاط المملوء بالهواء، مما ساهم في إحداث تغيرات كبرى في صناعة الإطارات. وتم استخدام الإطارات الهوائية الشائعة لأول مرة في عام 1895 في سباق للسيارات أقيم بين مدينتي باريس وبوردو.

وشهد عام 1905 إطلاق الإطارات المزودة بالمداس الذي تم تصميمه لحماية محيط الإطار من التآكل بسبب الاحتكاك مع سطح الطريق.

وفي أواخر عام 1913، ابتكر هنري فورد طريقة التصنيع بالتجميع والتي ساهمت في انتشار السيارات بشكل أكبر.

في عام 1923 تم إطلاق إطارات البالون التي تعمل بالهواء منخفض الضغط والذي يتيح مساحة اتصال أكبر مع الطريق، مما يوفر مزيداً من التماسك وبالتالي تحسين التحكم والأداء. وعلى الرغم من أن التطور الذي شهدته صناعة الإطارات أدى إلى الاستغناء عن إطارات البالون، إلا أنها ما زالت تُستخدم في السيارات المخصصة للسير على الطرق الوعرة والرملية.

وظلّ إنتاج الإطارات محدوداً حتى ثلاثينات القرن الماضي بسبب ارتفاع تكاليف المطاط الطبيعي وعدم توافره بشكل كبير. وفي عام 1931، تمكنت شركة "دوبونت" للصناعات الكيميائية من إنتاج المطاط الصناعي، مما أدى إلى توفير الإطارات المطاطية بكميات كبيرة.

وفي عام 1934، تم إنتاج الإطارات الشتوية أو المخصصة للسير على الثلوج في فنلندا، حيث تم تزويدها بمداس بتصميم جديد يحتوي على العديد من الشقوق التي تسهم في تعزيز التماسك على الطرق المغطاة بالثلوج والوحل. أما الإطارات المرصعة المخصصة لفصل الشتاء والمزودة بحواف معدنية صلبة فقد تم إنتاجها في أوائل الستينات من القرن الماضي.

وفي الأربعينات بدأت شركات التصنيع بالعمل على الحد من وزن وحجم السيارات التي تنتجها لمواكبة ارتفاع أسعار النفط. وفي عام 1947، ساهم تطوير الإطارات غير المزودة بأنبوب داخلي (تيوبلس) في الحد من وزن السيارة وبالتالي الحد من استهلاك الوقود بشكل كبير، مما ساهم بدوره في تعزيز أمان القيادة وكفاءة السيارات.

تم تصميم وتطوير وتسجيل براءة اختراع الإطارات الشعاعية بين عامي 1941 و1946. وفي عام 1949 تم طرحها في الأسواق. ويتم ترتيب الأسلاك الداخلية وطبقات الهيكل في الإطارات الشعاعية بالاتجاه الرأسي، حيث يوفر التلامس المنتظم بين المداس وسطح الطريق تماسكاً جيداً أثناء القيادة حتى عند سرعات كبيرة. كما تسهم الإطارات الشعاعية في الحد من استهلاك الوقود مقارنةً ببقية أنواع الإطارات.

وشهد عام 1979 تطوير الإطارات المسطحة التي يتيح تصميمها المميز مواصلة القيادة على الرغم من انثقاب الإطار وبالتالي يتمكن السائق من الوصول إلى أقرب مرآب أو مكان آمن لاستبدال الإطار. وتتيح الإطارات المسطحة فائقة الجودة مواصلة القيادة بعد خروج الهواء من الإطار لمسافة تصل إلى 80 كيلو متر بسرعة قصوى تبلغ 80 كيلو متر في الساعة.

ومع تحول السيارات من وسيلة نقل إلى رمز للثروة والحرية، وضعت الشركات كفاءة القيادة في مقدمة أولوياتها، مما أدى إلى تطوير الإطارات فائقة الأداء (UHP) والتي توفر أداءً فائقاً على المنعطفات وتتيح التحكم بالسيارة وكبحها بشكل سلس عند السير بسرعات كبيرة. ويصل قطر حافة الإطار إلى 16 بوصة أو أكثر. كما تصل نسبة العرض إلى الارتفاع إلى 55 أو أقل، فيما توفر الإطارات فائقة الأداء سرعات أكبر من السرعة القياسية (V) (السرعة القصوى تصل إلى 240 كيلو متر في الساعة).

واعتباراً من عام 2000 تم تطوير إطارات تسهم في الحد من استهلاك الوقود لمواكبة جهود الحفاظ على البيئة. وفي عام 2012، تم تطوير الإطارات غير الهوائية (NPT) التي تم تصنيعها باستخدام نوع جديد من المواد التي يمكن إعادة استخدامها وتدويرها. كما تسهم الإطارات غير الهوائية في توفير الطاقة من خلال الحد من العمليات الإنتاجية.